بقيت وحيدة طيلة سنوات
لم أستسغ الارتباط بغيره رغم عدم وجوده ولو للحظة في حياتي
رغم عدم اكتراثه بي
رغم عدم معرفته جملة وتفصيلا حتى بوجدي
أحببته وهو في حياة غير التي أعيشها
أخيله أحيانا في جنته بين أحضان أخرى
بين أحضان واحدة من حبيباته
أو بينهن جميعا
لكن من المستحيل أن يتجاهل حب كهذا الذي أحسه اتجاهه
هذا المستعمر الذي عبث بي
وأوصلني لأشد درجات التعلق جنونا
جنون دفعني لتقفي أثره
البحث عنه بين مواليد عائلته
زرته بلده
وبلدته
رغم المسافات والبحور التي تفصلني عنها
جنوني هذا ليس بالجنون
هو إرث
لن يرثه بعدي أحد
عذبني وأداقني حلاوة ليس بمقدرة غيري تذوقها
العيب ليس بعيبي
فحتما القلب ليس بقلبي
ولا العقل بعقلي
الجسد ملكي أما الروح
هي لجسد ميت
لكن روحه مازالت متشبثة بماض متفرد
روح لازالت مخلصة لمن أحبت
رغم نسيها لتفاصيل سجنتها حتى بعد مماتها
تفاصيل حرمتها من أبسط حقوقها
تفاصيل أجهضت أحلامها
تفاصيل حطمت أحلام الكثيرين
تفاصيل ضحاياها كثر
لكني أنا الضحية الأولى والأخيرة
ضحية لآخر أيام العمر
ضحية ليس لها من منقذ أو منجد
ضحية سجينة للدموع والتخيلات والأحلام
أسحب أحلام فهي كلها تخيلات
إقرأ أيضا: